يَا اِبْنَــــــةَ أَبِيــــــهَا ؟ بحروف عرابيــــــــــة

يَا اِبْـــنَةَ أَبِيـــــــهَا







كَيْفَ سَأُخْبِرُهَا ؟



تلك القابعة في مَكَانً مَكِينَ



تَقْتَاتُ الحزن



تبكي غربة رتيبة تنمو فيها



وتصير الدموع الملتهبة إلى جُبْنْ



وفي السُّحُور تُوَزِّعُ تَمْرًا على المُحْتَاجِينْ





حالها من حال حفار القبور



تَنْبُشُ الوجع والأنين



ترى الأرواح عند رحيل النور



يمكثون في الفناء وحيدين





كَيْفَ سَأُخْبِرُهَا ؟



تلك التي تفخر بأبيهـا

أمام العالمين



صَاحِبُ النظرة المهيبة



والقول الرصين



ذاك الذي يعبد الله



بكرة وعشية



صار يتقن فن اللهو



ويعبث مع العابثين



ماعاد المسجد يَعْنِيهْ



ولا الكِبَرُ يُثْنِيهْ



أَبْدَلَ السُّبْحَةَ بِخَمْرَةً تُنْسِيهْ



أَنَّهُ قَدْ فَاقَ سَمَاءَ السَّبْعِينْ




كَيْفَ سَأُخْبِرُهَا ؟



أَنَّ أَبَاهَا قَلَّدَ جِيمْسْ دِينْ



حلق اللحية الوقورة



أبدل العمامة ِببَارُوكَة



قَهْقَهَ فِي الرُّبَي



وعَاكَسَ بَنَاتَ العِشْرِينْ




كَيْفَ سَأُخْبِرُهَا ؟



أن قدوتها صار فرجة للناظرين



ترك داره



فارق حفيده أمين



وعاد لطيش شبابه



واستأجر بيتا في زقاق مهين




كَيْفَ سَأُخْبِرُهَا ؟



أَخْبِرُوهَا أَنْتُمْ !



انتظروا



إِنَّهَا الآن مِنَ اَلْمُتَابِعِينْ



يَا اِبْنَةَ أَبِيهَا !



إياك احدث فأصغي



أَعْرِفُ أَنَّكِ تعرفين



أَعْرِفُ ما تُسِرِّينْ



أَعْرِفُ أَنَّكِ وحيدة



في بلاد باردة



تعانين فَقْدَ حُضْنْ



وَوَجَعٌ يُضَيِّقُ عليكِ



ينمو متواريا



فيعمق جذوره فيكِ



لِيُضَلِّلَ قَلْبَكِ كَالوَثَنْ



وان جراحكِ ما كانت يوما لتستكين



لكن ذاك والدكِ



فإلى متى منه تستعرين؟



أَعْرِفُهُ أِسْرَفْ



ولست بما فعله أَسْتَهِينْ



لكن الخطأ فينا منذ التكوين



تالله



يَا اِبْنَةَ أَبِيهَا الوحيدة



اليَوْمَ أُحضِرِي التَّأْبِينْ



وادعي له بالرحمة



من رب العالمين.









بحروف عرابية